إلى رحمة الله

 

2- الشاعر الأديب رائد الرياضة السعودية

سمو الأمير عبد اللّه الفيصل بن عبد العزيز رحمه الله

 1341-1428هـ = 1922-2007م

 

 

  

 

  

 

 

       في صباح يوم الأربعاء : 22/ من صفر (بالتقويم السعودي) 21/ من صفر (بالتقويم الهندي) 1428هـ الموافق 9/ مايو 2007م انتقل إلى رحمة الله تعالى الشاعر الأديب الإنسان الكبير رائد الرياضة السعودية سمو الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز رحمه الله عن 70 عاماً من عمره قضاها في خدمة الوطن والدين والأدب والشعر والرياضة التي عشقها منذ نعومة أظفاره .

       وصُلِّي عليه يوم الأربعاك بعد صلاة العشاء بالمسجد الحرام بمكة المكرمة ، وحضر الصلاةَ سموّ ولي العهد سلطان بن عبد العزيز وغيره من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وجميع كبير من المواطنين والمقيمين والمسؤولين إلى جانب أبناء الفقيد الكرام ، وأمَّ الصلاة إمام الحرم المكي فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس . ووُرّي جثمان الفقيد بمقبرة العدل .

       جمع الشاعر الأديب الرائد الرياضي الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله في شعره نكهة وطنية ممتازة إلى جانب حسّه الإسلامي. وكان شاعر الغزل الرقيق الذي شدّ المثقفين في العالم العربي، بشكل أنساهم أنه كان أيضًا شاعرًا وطنيًّا سياسيًّا ذا الرقم الأوّل . وقلما يكون أن يجمع شاعر أديب ذو حسّ رقيق ووعي دقيق ورصيد ثقافي ثرّ عميق بين النزعة الأدبية والميل الرياضيّ القويّ ، كما جمع بينهما الفقيد الكبير الأمير عبد الله بن الفيصل الملكِ الصالح المتعبد العامل على تحقيق التضامن الإسلامي وتحدى القوى الغربية المتربصة بالإسلام والمسلمين والعرب الدوائر. والآن وقد فارق الحياةَ ألمس أن الأوساط الأدبية والثقافية والرياضية والإنسانية كلها تبكيه أحرّ البكاء .

       فارق الأمير هذه الدنيا الفانية بعد صراع مع المرض وبعد ما عاش حياة حافلة بالعطاءات الفيّاضة تغنّى خلالها بمجد الوطن والعروبة والإسلام في شعره القوي الفصيح الذي عشقه كلُّ عاشق للغة والأدب. ومما يميزه عن غيره من الأمراء الأقران له أنه رعى بدايات الحركة الرياضية في المملكة السعودية عندما كانت تُصَنّف ضمن العيوب في نظر العامّة وكثير من الخاصة الذين كانوا يرونها مضيعة للوقت الثمين الذي يمكن استثماره في بناء المجد والعلا والنهل من معين الثقافة والعلم والأدب أو في تعلم الصناعة والحرفة التي تُدِرّ الرزق وترفّه العيش وتؤمّن الرخاء .

       وقد نشرت الصحف والمجلات العربية سيرتَه العطرة موجزة ومفصلة نقتطف منها ما يلي :

·  وُلِدَ الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز بالرياض يوم 15/11/1341هـ الموافق 31/5/ 1922م .

·  عاش السنوات الخمس الأولى من حياته تحت رعاية جده الملك عبد العزيز – رحمه الله – في الرياض .

·  انتقل بعد ذلك إلى الحجاز، حيث عاش في كنف والده الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله – .

·  حصل على الشهادة الابتدائية في مكة المكرمة، وكانت هذه الشهادة تعد من أعلى مراحل التعليم في تلك الفترة .

·  عينه جده الملك عبد العزيز – رحمه الله – وكيلاً لنائبــه في الحجـــاز الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله.

·  كان ينوب عن والده في إدارة مجلس الوكلاء، وهو يعادل مجلس الوزراء في هذا الوقت .

·  في عام 1370هـ عين وزيرًا للداخلية ووزيرًا للصحة في آن واحد؛ لفترة من الزمن ، ثم تفرغ فيما بعد لوزارة الداخلية، ثم ترك العمل الرسمي بعد ذلك ، وتفرغ لأعماله الحرة والقراءة والاطلاع.

·  بدأ سموه مشجعًا وراعيًا للرياضة والرياضيين منذ عام 1368هـ عندما كان يشرف بحضوره مباريات كرة القدم ويوزِّع الجوائز والهدايا على الفرق الفائزة؛ وفي عام 1369هـ بدأت علاقة سموه بالنادي الأهلي كعضو شرف، ومنذ ذلك التاريخ والأهلي يحظى برعاية واهتمام الأمير عبد الله الفيصل الذي أصبح الأب الروحي لهذا النادي العملاق .

·  في عام 1372هـ أنشأ قسمًا خاصًا بوزارة الداخلية للإشراف على تنظيم الحركة الرياضية في المملكة، وقد ترأّس سموه الاتحاد السعودي لكرة القدم واللجنة الأولمبية السعودية عام 1391هـ، كما تولى الرئاسة الشرفية لبعض الأندية الرياضية في المملكة والخارج .

·  أشرف على إعداد وتأهيل المنتخب السعودي في الدورة الرياضية العربية الثانية بلبنان عام 1377هـ وفي دورة الخليج الثانية بالرياض عام 1391هـ .

·  في عام 1394هـ أعلن سموه اعتزال المناصب الرياضية والاكتفاء بمتابعة الرياضة وتشجيعها.

·  من أشهر دواوينه الشعرية التي أصدرها (وحي الحرمان) عام 1373هـ و (حديث قلب) عام 1403هـ والذي ترجم إلى اللغة الفرنسية ونال عليه وسام التقدير الفرنسي العالمي للشعر الأجنبي عام 1985م، وقد تسلم سموه هذا الوسام في حفل كبير أقامه عمدة باريس جاك شيراك، و (مشاعري) عام 1410هـ .

·  كانت حياة سمو الأمير عبد الله الفيصل مليئة بالصور المضيئة التي تعكس صفحة أعماله الجليلة وجهوده المخلصة في سبيل بناء النهضة الأدبية ورعاية الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية .

·  اختاره التلفاز الفرنسي واحدًا من ثماني شخصيات عالمية في مجال الأدب والشعر والثقافة وقد ترجم شعره إلى الفرنسية والإنجلزية والروسية.

·      نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب لعام 1404هـ .

·  مُنِحَ الدكتوراه الفخرية في الإنسانية بقرار من مجلس أمناء الأكاديمية للعلوم والثقافة المتفرعة من مؤتمر الشعراء العالميين الذي انعقد في مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1983م .

·      رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية.

 

*  *  *

*  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . رجب المرجب 1428هـ = يوليو – أغسطس  2007م ، العـدد : 7 ، السنـة : 31.